(وصلت حضن أمي)
لملمت مشاعري وحملت رباطة جأشي بيدي وتذكرت دموع جدي الساخنة المنسدلة من عيونه القديمة
أذكر اللد كحجارة متلألئة تنزل من عينيه عندما كان يجلسنا في أحضان قلبه وعندما كنا نغوص في قاموس ذاكرته التي حملت
الكثير من المعاني عن مدينة الأصالة مدينة اللد نعم أذكر كلماته وأنا ضاغط على صدر رمالها مع رجالها تاركا أثرا فلسطينيا على جدران تاريخها
محفورا في الحادي والعشرين من تموز عام 2018 نعم دخلت مدينة اللد بين وريقات التين وأغصان الزيتون بين عناقيد العنب وأشجار الصبار
وكأنها كانت تحييني وتحيي سلاحي مررت بين العزة والكرامة والأصالة والشهامة بين الأبيض والأسود والأحمر والأخضر مشيت وأحسست بروح
جدي تمشي معي حتى لمحت بيتا ذات حجارة قديمة بجانبه شجرة كينيا كبيرة شامخة تقف شاهدة للأزل على حق ملكيتنا لهذا البيت وهذه الأرض
كان البيت كما وصفه جدي ... نعم انه بيت جدي ... شعرت بروح جدي تقبل البيت بشوق تساءلت شجرة الكينيا بدموع بائسة عنه وقد كانت
ضعيفة الأغصان حمراء الأوراق والبيت كأنه مريض مريض فمزقت قميصي وأخذت قطعة منه ثبتت بها أغصان الشجرة وجلبت الماء
لأرويها فعادت للحياة متبسمة وناديت أبناء شعبي ليساعدوني في ترميم البيت وبناء البيوت الجديدة لتظل للأبد لأن اللد ويافا وحيفا وعكا
وصفد وبير نبالا وأم الرشراش ... والكثير الكثير كتبت لنا فقط وفي هذا اليوم استعدنا شموخنا وطردنا الأقزام محملين على نعش الذل
والخيانة لأننا الفلسطينيون فلا تخف يا جدي واطمئن وهاهم الأطفال يلعبون وفي الرياض يتراكضون والعزة يحملون ... لأبد الآبدين...