-- ومضاتٌ في ذاكرتي --

بسم الله الرحمن الرحيم

..

..

.

صـحـوت وإذا بتلك الورود الجميلةُ أمامي ..

ولكن أين أنـا ..!!

أتـلك الورود لي ..!!

آآه رأسي يؤلمني ..

هـل أنا مريضـة ..؟!

أشـعـر بشئ ما ينقصني ..!!

: أوه لقد صحوتِ أخيراً .. كيف تشعرين الآن .؟!

حضنتها بقوة .. _ أماه .. ماذا حصل لي بالضبط ..؟

وماهذه الورود التي أمامي ؟! هل أنا مريضة ..؟!

: لا ولله الحمد أنت الآن بكل صحة وعافية .. أنتي فقط ...

_ أماه ماذا جرى ؟!

: لقد وقعتي على رأسك وأُصبتي ..

وهأنت ولله الحمد بخير .. وبعد أنت ترتاحين قليلاً

ستعودين للجامعـة لإكمال دراستك

فقد يكون فاتك الآن العديد من الدروس

والمحاضرات بعد أن تغيبتي 4 أيام عنـهـا ..

_ ماذا ؟ أي جامعة ..!!

: هل تحاولين أن تمزحين معي ..!! نعـم فأنتي

في السنة الثانية في الجامعة ..

_ ماذا أماه كيف يكون ذلك وأنـا .. وأنـا

أنـا لم أنهي دراستي المتوسطة بعد ..!!!!

( فجأة .. ومضةٌ أشـعـر بها وكأنني أرى مكاناً

خالياً لا يوجد فيه أحد.. أبيضاً نقياً )

: ما بكِ يا بنيتي ؟!

_ لا إنا فقط أشعر ببعض التعب ..

نظرت إلي أمي بذهول وإستغراب .. : حسناً أنتي إرتاحي

فقط ونامي قليلاً..

حينـهـا .. شعـرت أنني قد اكون أحـلـم فمن انا ..

وما هذا العالم الذي أنا فيه .. وما تلك الومضةُ البيضاء الغريبة ..!!

ولكن كيف أصحو من هذا الحـلم ..!! أو قد يكون

حقيقة ولكن كيف إنقلبت حياتي هكذا ..!!

حاولت أن أنهض .. وذهبتُ إلى مكتبي ورائيت تلك

الكتب الكثيرة .. كتبٌ لم أرهـا من قبل ..

أهي كتب الجامعة .. أخذت أتصفحها وإذ بي أقرأ

كلماتٍ كُتبت في هوامش صفحاتها .. وهي بخطي أنا ..!!

بدأت أقـرأهـا وأتمعن بها يمنةً ويسرة ..

حاولت أن أعرف ماهي .. أهي إسمٌ لمدينة أو

دولة ..!! أوهي لإسم كاتب إنجليزي ..!!

لكنني لم أستطع فهمـهـا .. وبعد أن رائيتُ جميع

كل الكتب وفيها كلها تلك الكلمة ..

عندها

( ومضةٌ أخرى أشـعر بها .. ذاك البياض الفسيح وكأنـهـا

أرض بيضـاء ولكن لا يقع بصري على شئ بها

بل تمتد عيناي إلى لا مكان ..

وفجأة .. أرى وميضاً يقترب .. ما هـذا ..!! يبدو كالشمس )

ما لذي يحصل لي .. وما ذاك المكان ..!!

أمسكت رأسي الذي يؤلمني كثيراً .. وتوجهتُ إلى غرفة ملابسي ..

وإذ بي أرى جميع ما كنت أتمنى أن أرتديه ..

ولكن لماذا لا أتذكر شيئاً منها

أو من حياتي الآن .. والآن يبدو أنني قد كبرت ..

يالله كم قد مر من عمري

دون أن أشعر به .. 5 سنواتٍ من عمري لا أذكرهـا ..

جلست عـلى سريري وألف سؤال وسؤال يدور في خلدي ..

دخلت أمي ومعها طبيبة .. وعملت لي بعض الفحوصات ..

: إن من جراء ما حصل لكِ ولرأسكِ فإن ذاكرتك

قد أصابهـا فقدان للذاكرة لفترة ما

في حياتك ِ ويبدو أنها تقارب ال6 سنوات من الفقدان ..

ولكن لا تخافي ستسترجعين

ذاكرتك بعد أيامٍ قليلة .. ولكنني أنصحك بأن

تعودي لحياتك الآن .. كأن تـسألي أمك

ومن حولك كيف هي حياتك وتطبقينها

وستشعرين بتحسن إن شاء الله ..

ذهبت الطبيبة وتركتني في حيرتي .. فكيف سأتذكر

من أنا ومن كنتُ في هذه الست سنوات ..!!

دخلت علي أمي بعد أن ودعت الطبيبة .. :

أعتقد أنكِ يجب أن تفعلي ما تقوله

لكِ الطبيبة وإذا أرتِ أن تتذكري فاقـرأي ماكنتِ

تكتبينه كل يوم في تلك الأوراق ..

نعم تذكرته .. نظرتُ إلى أمي بإبتسامه فكيف عرفت بوجوده

وكيف عرفت أنني أكتب .. ردت إلي بإبتسامة الأم الحنون وخرجت ..

نهضتُ مسرعة لأرى درجي الذي أحتفظ فيه بكل

ماأكتب .. أخذ الفضول يدفعني

لمعرفة ماذا تغير في حياتي خلال هذه المدة

وهل أصبحتُ أكثر وعياً وفكراً وثقافةً ..

تهـافتت أسئلة عديده في بالي .. وبدأتُ أقرأ وأقرأ وأقرأ ..

أشياء كثيرة حصلت لي ..

لقد تغيرت .. لم أعد تلك الطفلة .. لقد بدوتُ أكثر نضجاً في

تفكيري وفي ما أفعله ..

وأنا في خضم قرأتي وإذ

( أوه ذاك البياض .. ولكن يبدو أن ذاك الذي

يلمع يقتربُ أكثر .. أحـاول معرفته .. لا أستطيع تحديدُ ماهيته )

آآه رأسي لا أستطيعُ مجاراة تلك الومضات الغريبة ..

هل هي من جراء فقدان الذاكرة أم ماذا ..!!

في اليوم التالي قررتُ أن أذهب للجامعة علني أتذكرُ شيئاً ما ..

ولكن كيف سأتصرف وأنا لا أعرف أحداً هناك ..ولا أعرفُ نظام الجامعة ..!!

وأين هي قاعتي ..!!

ولكن الذهاب إلى الجامعة هو حلم لكل فتاة فحينها

سيتسنى لـهـا أخيراً وضع ( الميك أب وتوابعه ..) ..

دخلتُ الجامعة وأنا خائفةٌ مما قد يحصل ولكنني حاولت

إخفاء خوفي فأنا الآن في عالم الكبار ..

أخذتُ أمشي بلا هواده إلى أن صرخت إحداهن علي وأخذت تسلم

علي هي ومن معها .. وسألت عن حالي .. أجبتها أنني بخير وسألتهن

عن أحوالهن مع أنني لا أذكر أحداً منهن ..

ذهبتُ معهن إلى قاعتي وعند باب القاعة شعـرت

بومضاتٍ أخرى لكنها

ليست كسابقاتها بل

( ومضات صورٍ وأنا في ذاك الكرسي

ومعي قلمي وأكتب على طاولته )

توجهتُ إلى ذاك الكرسي وجلست وبدأت أرى ما كُتب على طاولته

وإذ بتلك الكلمـة .. يالله أنا أراها في كل مكان .. في كل زاوية ..

يجب أن أتذكر .. فقط لو حاولت التفكير قليلاً ..

( ومضات وأنا في بيتي .. أصواتٌ كثيرة

أسمعـهـا وبعـدها أصـوات أغـانٍ بلغة لا أفهمها ويوجد شئ ما

يلمع كالفضـة وأنـا أشـعـر بفرح شديد )

هدأتُ نفسي فيجب علي أن أرتاح ..

ولكن لماذا أشـعـر بشئ ينقص حياتي ..!!

أتكون تلك الومضاتُ هي السبب .. !!

بدأت المحاضرة وأخذتُ قلمي لأكتب ما تقوله الدكتورة

وإذ بقلمي

يتحرك لاإرادياً

ويكتب تلك الكلمة ..!!

عندها لم أستطع تمالك نفسي وطلبتُ الإستئذان وخرجت إلى منزلي ..

هرعتُ إلى غرفتي وإلى أوراقي تلك .. وبدأتُ أقرأ .. فلاأريد أن أبقى

في ذاك الجانبُ المظلم .. أريدُ أن أعرف ماهو شغفي ..

نعم شغفي .. فكل ما أفكر به هو ذاك الشغف ..

الذي يبدو كأنه ملاء حياتي ..

ملاءها بالجمال .. بالسعادة .. بالأمل .. بالمحبة ..

صــورٌ عديدة تومضُ في ذاكرتي .. لكن لماذا لم يسترعي إنتباهي

سوى هـذا الأبيض .. هـو عالم أبيض ..

أشعر به طموحـاً .. يبدو ملكـاً ..

ولكن لماذا أصبح ذاك البياض كياني كما قرأت في

مذكراتي ..!! لماذا أعشقـه لهـذه الدرجـة ..!!

آآآآآه رأسي .. لقد عادت تلك الومضة ..

( أراهــا واضحـة المعـالم .. ذاك العالم الأبيض ..

وذاك الشئ الذي يقترب قليلاً قليلاً وبلمعته

المبهرة كشمس في سماء صافية تسطع ..

ولكن نورها لا يُعمي بل يجلب الفرح )

تبسمت لاشعورياً عـنـدما إقترب أكثـر .. بدأ قلبي ينبض بقوة

وتتسارع نبضاته .. إقترب أكثـر وأكثر ..

عــرفتــه وعرفت من أنا ومن أكون .. لا أعرف كيف وجدته أو كيف وجدني ..

كيف إلتقيته بل كيف إلتقاني ..

كيف أحببته بل كيف عشقني ..

كيف عشته بل كيف عاشني ..

إنـه شعاره .. شعارٌ ملكي يسطع

كنور الشمس .. يعم حياتي بالنور ..

إنـه ما كان ينقص في حياتي .. ياااه عالمي بدونه مظلم ..

ذاكرتي عادت عند رؤيته .. ذاك العشق .. تلك الحياة ..

ذاك الكيان .. ريال مدريد

رائع وجميل

لــو قلت عنـك لن افي بحقك .. ابداع في عالم ملـئ بالابداع .. وقلم رائع ومميز للغايـة .. عنوان موضوع مميز ومشوق وكتابة مميزة وخواطر رائعة تدل وتبين لنا ان من يكتب امامنا كاتبه مميز ..

**-- ومضاتٌ في ذاكرتي --**

-- ومضاتٌ في ذاكرتي --