معركة يدٍ و قلمٍ .. و أنا المتسول .. الصديق و الأرض مدريد .. و الهذيان الأبيض .. !!

.
.
.
.
.
.
.
.

و الله حين قررتُ كتابة هذا الموضوع , لم تكن في فكري أية بوادر لحروف قد

تحل الأزمة القائمة بين العدّوين اللذين أنهكاني جداً , يدي و القلم , جداً أتعباني

هذان الإثنان , فهم ما إن أُصلح بينهما حتى تنهار علاقتهما مرة أخرى , لا أدري

ما السبب , ربما كان لإحتكامي للأمم المتحدة دور في ذلك , لأنها لا تفقه في قيادة

الأمور الدولية و النزاعات العالمية أي شيء , فقررت أن أقوم بالصلح بينهما هنا

و بعيداً عن أعين الصحافة التي تقلّب أحدهم على الآخر , و لعل تصالحهما في هذا

الموضوع يحوز على الإعجاب و يكسب الرضى و يُرضى غرور هذين المشاكسَيْن ,

لأن كل منهما يعتقد أن وجوده هو مَن سيكون مؤثر , عسى أن تُكسر القاعدة هذه

المرة , و يتساويان في الثأثير .. !!

صفحتي هذه ما هي إلا خربشة مدريدية لا أكثر بل أقــل , حـب بسيط يرتدي ثــوب

الشيخوخة البيضاء و يفوح منه العِطر الملكي الصاخب , يتكيء على قلمه المُعاق

الذي يحتضر من غُلبة , فما إن ظــن أنــه وصف حالة الإجتياح الأبيض لصاحب

الشيخوخة , حتى عرف أنه لم يرسم منها سوى القليل , و يعود من جديد , و تعود

الكَرة مرة خرى , حتى أصبح قلمي مُعاق .. !!

أعود مرة أخرى لأتسلق على أكتاف أسطري , لعلي أصل لقمة الوصف , الحلم

الذي يراود عينيَّ , أبكاني هذا الحلم , فتكامُل الوصف في رسم ترنيمة مُحب أضناه

الجمال الأبيض ليس بالبسيط وصفها ..

معركة يدٍ و قلمٍ .. و أنا المتسول .. الصديق و الأرض مدريد .. و الهذيان الأبيض .. !! Escudo11

الحب المدريدي شيء من ضرب الخيال , لا يدركه سوى عاشق النصوع , شخص

ذا تصرفات ملكية , يلبس الأبيض , و يأكل الأبيض , و يشرب النقاء و الصفاء ,

يرتوي من لحن قيثارة صافية المغاني , و يمشي في طريق يسوده الهدوء الملكي ,

فحين يكون القلب متمرداً , فكل ما يصدر من حامله متشربٌ بياض .. !!

تخيلوا يا معشر بني مدريد الكِرام , صدري البريء هذا الذي يحمل في طياته من الوجد

الملكي قرون عامرة , و مدن يكسوها الحب الناصع المتجدد , هذا الصدر يحمل قلبين

اثنين , لأن ما بداخله من شوق لا يتسع أن يُحشر في قلب واحد , ظل و تحت تأثير السُكر

يتسرب حتى غدا اثنين , أحدهما يعشق الريال و يهيم به و يرسم الكون بألون ريشته

البيضاء , و الآخر للحزن و البكاء مع كل هزيمة أو خسارة تلهب مدفئة صدري ,

لا تستغربوا , فالإنسان بأذنين و يدين و عينين و نصفين فلما لا يكون بقلبين ..؟؟

أنا , و العياذُ بالله منها , تنهال عليَّ أسئلة صديقي الذي يرى أنها ظاهرة غريبة ,

حين يكون الإنسان بقلبين اثنين , و يكون له عشيق واحد , فهو يقول أنه لو كان

مكاني لعشق بكل قلب عشيق مختلف عن عشيق القلب الآخر , فدعوته ذات سهرة

ملكية في الساحة المدريدية , أن يجرب عشق الريال , ليكون له قلبان , فما أن لمح

إنتصاع كل شيء حوله , حتى أدرك أن أمنيته غدت حقيقة , و أصبح بقلبين .. !!

و بعد قرن أو ما حولها زرته فرأيته أُصيب بالجنون الأبيض المرتفع , حينها

عرفت أن الموعد قد حان , سألته : لما لا تعشق بكل قلب عشيق مختلف عن

عشيق القلب الآخر ؟ ..

لم يجاوبني .. إكتفى بالسكوت .. !!

تحت أنظاري المستفهمة بصمت عن عدم إجابته .. !!

لكن ما حوله قد أجاب , فكل شيء يسكن المنطقة القريبة منه بدأ بالإضطراب ,

و كأنه يحتج , السهر زادت وِحشته , و القمر استغاظ فتحول للحُمرة , حتى النجوم

غطست في بحر السواد , فهي ترى أني اغتصبت شؤونها و حبيبها , أمر واحد

فقط لفت نظري , أن الأرض هي الوحيدة التي لم تحتج , يبدو أنها تريد قمرين ,

قمر للبشر , و قمر تستقل به لوحدها بعيداً عنهم , استعذبتْ الفكرة , و من يومها

أصبحت الأرض مدريدية .. !!

في وجهة حبري المحترمة , أرى أن الحب المدريدي من المحرمات , ليس كذلك

فقط , بل هو جُرمٌ يعاقب عليه القانون , لأنه به من السُكْر الكثير , و به من

الإنتشاء الكثير , فهو يغتصب الأفكار و يعتصر المحابر ليهتك عِرض الحُرية

الفكرية أيضاً , إذن ..

هذه جريمة أخرى , و بشاعة أقبح من الحب المدريدي , فمصانع الورق و

المكتبات الأدبية حرَّمت في شرعها بيع الورق أو الحبر لأي شخص متشح

بالبياض , و أوزعت للقانون الدولي

حرية التصرف بمن يرتكب هذه الجريمة الشنعاء , لأنها أحبار المفكرين

المَلَكِيين تلتهم أجساد الأوراق دون رحمة , لكن في سُنننا نحن مرتادوا مجالس

الصفاء , قد أبحنا بفتوى قلوبنا بعضاً من هذا السُكر , بحكم أن بعض الخمر حلال ,

فماذا لو حرمت السلطات الدولية و المنظمات العالمية الحب المدريدي ؟؟

ستتغير معالم الكون , ربما تفطنوا هؤلاء المسؤولين إلى أن الأرض مدريدية ,

فعلموا أنهم يواجهون خصمين ألد من بعضهما , الأرض و الحب المدريدي .. !!

الهذيان الأبيض هو رتوش أرواح عدة في جسد واحد , يجعلك تتجول في حديقة

الأحياء , و على ضعف محبوبك لا تستقوي , لأنه جزء منك , و كأنك تفرد عضلاتك

على نفسك , الهذيان الأبيض يجعلك تقطف من تلك الحديقة زهور أنفاس لمحبوبك

كلما جفت أنفاسه , و إن لم تفعل ذلك فما فائدة الإنتماء ؟ .. !!

الحلم الأبيض يجتاحني .. و الحنين لمدريد يزداد .. و (( على بلد المحبوب ودّيني )) .. !!

معركة يدٍ و قلمٍ .. و أنا المتسول .. الصديق و الأرض مدريد .. و الهذيان الأبيض .. !! Qahtaa10

ألا كم شقشقني الشوق إليك ..
و كم قطفك البُعد من أنفاسي ..
سانتياغو ..
سيد إحساسي ..
روح الروح ..

ألا كم إرتجيتك مطراً يروي ناظريَّ ..
الحب كله .. غدا لك مُلك ..
إليك مني و فيّ و من عينيَّ ..

ألا كم عشقتك حلماً ظل يعذبني بالمراودة ..
فالحياة بدون لمحك ..
بلا طعم ..
بلا ذوق ..
بلا استفادة ..

ألا كم عشتُ صحراء ..
في ساحة كبيرة ..
أنتظرك لتنعشني في ليلة مطيرة ..
فلا يصعقني سوى حديث الهواء ..

كثيراً ..
ما إرتداني ثوب ركن الغرفة ..
فالشوق لا يعترف بالآمال ..
من حافة الشُرفة ..
ألمحك هناك يا ملعبي ..
مرصع بشعر الإرتجال ..
فأضحك ضحكة بطعم الخيال ..
من كل مكان .. حقاً إعتراني رجفة ..
فلا يوجد أي فسحة مجال ..
فحين أرى الكل يأخذك في عينيه رشفة ..
يعتريني شيٌ من الإنهبال ..
و أتوارى خلف ستارة الإنسدال ..
و أنتهي ..

ملعبي .. يا سكن ريال الوريد ..
يا ترنيمة شوق تعبث بلساني ..
تقذف بالحب من بين أحزاني ..
ألا كم حضنتك حلماً ..
و كم حملتك هماً ..

أعلم ..
ذات فرح سأكون في حضنك ..
و ستمزق العصافير وحشتي ..
معك .. يا حسناء قلبي ..
كما أنتِ ..
حسناء أغاظت جميلات الأرض ..
يومها سأغني .. و أغني و أغني ..
و سأنوح ألحاناً بنكهة الغصة ..
لأني أحبك حد الإحتراق ..
و الإنشقاق ..
و السير بلا رِواق ..
لأني أحبك .. لدرجة التجمد ..
لسقف التمرد ..
لما تحت الصفر ..
منه يموت البشر ..
فكما ضاع فيك العمر ..
يوماً ما ..
سأضيع فيك ..
و سأنتقي لك مسكناً هنااااااك ..
بعيييييد ..
في مجرى الوريد ..
يا مدريد ..

سآتيك يوماً ..
فوجدي ..غطّى سماء الإنتشاء ..
ماء تحته ماء ..
دنيا من نسمات الهواء ..
عطش لا يرتجي الإرتواء ..

إلا بك يا مدريد ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

إهداء

.. لمن يسكنه الحب الأبيض ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

M@dridi4ever king

بسم الله الرحمن الرحيم

عجيب انت .. رائع انت .. مرهف الاحساس انت

كلمات قوية وجميلة وصقت بها حبك لكل شيء يرمز للنقاء الابيض

انت مبدع من مبدعي الكلمة الراقية

شكرا جزيلا لك